نادية خياري..رسامة الكاريكاتير التي تقض مضاجع السلطة الجديدة

تتمتع نادية خياري بجرأة كبيرة في مواجهة السلطة الجديدة في تونس ولا تتوانى عن توجيه الانتقادات اللاذعة لها. نادية خياري هي التي قالت بانها سنضطر في الأخير الى رفع "ديغاج" في وجه السلطة والذهاب الى ثورة شعبية جديدة، واسقاط الحكومة التي انتخبها الشعب بعد ثورة الكرامة..

نادية خياري، تعتبر من أشهر رسامي الكاريكاتير في تونس بعد اندلاع ثورة الياسمين، اكتسبت شخصيتها الكارتونية "الهر ويليس" شهرة واسعة في الشبكات الإجتماعية، وتحول الى رمز للناقمين على السلطة، إذ غالبا ما ترفع في مختلف المظاهرات والإحتجاجات التي تعم الشوارع التونسية في مواجهة النظام التونسي الجديد بقيادة حركة النهضة.

الكاريكاتير في تونس

أصبح فن الكاريكاتير في تونس جزء لايتجزء من الحدث السباسي، فهناك أعمال لازالت تصر على إكمال مابدأته ثورة الياسمين، لكن بالريشة والألوان والأفكار الساخرة.

فن الكاريكاتير أداة للتعبير عن الذات، ولعل هذا ما يفسر اتساع دائرة هواة هذا الفن لتصل إلى قرابة عشرة آلاف شخص بتونس، ممن يتابعون تعليقات القطة الذكية التي تحمل نفس اسم قطة قنانة الكاريكاتير التونسية نادية خياري الحقيقية.

نادية خياري تحت الأضوء

نجاح فنانة الكاريكاتير نادية خياري، زكاه إصدار كتاب لرسوماتها وإقامة معرضها "ارتي شو" في إحدى ضواحي العاصمة التونسية. وتقول رسامة الكاريكاتير إنها تستلهم أفكارها من وحي أحاديثها مع سائقي سيارات الأجرة والطلبة وبائعي الجرائد والجيران.

"ويليس من تونس" هو كتاب جديد في شكله ومضمونه، وفيه تعتمد الكاتبة والرسامة على ناديا خياري على الأسلوب الغربي في تعاملها مع الأحداث الغربية، وقد قدّم هذا الكتاب رسام الكاريكاتور العالمي سينيه الذي كتب عنه قائلاً: "ناديا مبدعة ويليس من تونس شابة تونسية موهوبة، لا تهاب شيئاً. وقد يدعوها الذكوريون "أخت الرجال".

وهي عدا ذلك، جميلة جداً. أمّا "ويليس" هرّها فهو فوضوي وقليل التهذيب... يُشكّل الإثنان زوجاً استثنائياً، وهما متواطئان تماماً في مجابهة السلطة... يكشفان القناع يومياً عن انتهاكات حقوق الإنسان والهررة في بلدهما...

وعلى الرغم من أنها كانت قد عرضت قبل الثورة بعض أعمالها، إلا أن نقدها الساخر للواقع التونسي كان يتم بصورة مبهمة، حيث تترك للمتلقي مهمة فهم المعاني المزدوجة التي تعبر عنها من خلال رسوماتها الساخرة. وتقول نادية "إنها سعيدة بحالة الحراك الفني الذي تعيشه البلاد وبزوغ العديد من المواهب الشابة التي طالما غابت عن الساحة الفنية خوفاً من الملاحقة القانونية.

 الهر المشاغب "ويليس"... وجائزة الرسوم للسلام

اكتشفت نادية خياري موهبتها في رسم الكاريكاتير في اليوم الذي ألقى فيه بن علي خطابه الأخير. وكانت حبيسة المنزل مثلها مثل كل التونسيين بسبب حظر التجول المفروض. وتقول نادية: "كان الرسم بالنسبة إلي وسيلة للتخفيف عن الضغط العصبي الذي كنت أعيشه في هذه اللحظة".

أبطال رسوم نادية الخياري الكاريكاتورية هم من القطط، التي تدعوا للخروج في مظاهرات لأنها لا تجد طعاماً في صناديق القمامة التي امتلأت بالوثائق المحترقة. وتعبر عن غضبها بسبب الرقابة المفروضة على الأفلام الجنسية، رافعة شعار: "الجنس حق للجميع". وتقول الخياري التي تعرضت لنقد لاذع بسبب رسوماتها المستفزة: "أحاول عدم تجريح الآخرين، لكنني في ذات الوقت لا أضع لنفسي أي حدود في التعبير عما أريد"، وتتستر نادية خلف شخصية كارتونية لقط من تونس العاصمة يدعى "ويليس" يقوم بالتعليق في جميع شبكات التواصل الاجتماعي على الأحداث والتظاهرات السياسية التي تجري في تونس.

نادية خياري هي صاحبة الرسومات الانتقادية، هي رسامة حائزة على جائزة الرسوم للسلام.

لماذا ولمن ترسم نادية خياري؟

تقول نادية خياري إن هدف رسوماتها ليس استفزازيا بقدر ماهو استعمال للفكاهة التي تتناول الحياة بعنف و قسوة ماساوية اي الدعابة السوداء، فنادية خياري ترسم وتعبر بواسطة هذا الاسلوب الذي تملكه اي الرسم باعتبارها مواطنة تونسية تبدي رايها بواسطة الرسم الانتقادي".

"ويليس من تونس"، وهو اسم لقط يتكرر ظهوره في لوحاتها الجميلة. لقد تناولت نادية أقلامها وراحت تنفث عما احتبس في صدرها من ثورة على مدى سنوات طوال. ومن يومها والقط "ويليس" ضيف دائم على صفحة صاحبته في "فيس بوك"، يقوم بدوره المرسوم له كشاهد على تتابع الأحداث التونسية، حيث يتحول البشر، أحيانا، إلى قطط تتنازع على المكاسب والغنائم. ولا تكتفي نادية بذلك، بل هي تنزل إلى الشوارع لترسم قطها الذي صار شهيرا، على الجدران. وقد استخدم المعتصمون أمام مبنى البرلمان في تونس صورة "ويليس" للتعبير عن مطالبهم.

الثورة التونسية

خلال الثورة التونسية بدأت نادية خياري تؤرّخ للثورة برسوم ويليس التي نشرتها عبر الفيسبوك ونالت اهتمام أكثر من عشرين ألف شخص خلال أشهر قليلة. فازت بجائزة هونوريه دومييه.

بأسلوب تهكمي لاذع تُقدّم ناديا وويليس رؤيتهما للتراجيديا العربية، التي أصبح فيها العرب يحتمل كلّ الفصول.

تستعير ناديا من قصص الأطفال رسومها وأجوائها، فتكتب وترسم بأسلوب ساخر بسيط وإنما يحمل من الحقيقة المؤامة ما يصدم القارئ ويدفعه إلى الضحك مرّة والبكاء مرّة أخرى.

تتمتع نادية خياري بجرأة كبيرة حيث صوّرت النظام بعد 23 اكتوبر على انه يشبه حكم بن علي وقالت باننا سنضطر في الأخير الى رفع "ديغاج" في وجه السلطة والذهاب الى ثورة شعبية جديدة، واسقاط الحكومة التي انتخبها الشعب بعد ثورة الكرامة، ولم توعز نشاطها المكثف والمفتوح على النيت الى مناخ الحرية الذي تعيشه تونس وانما ردته الى عجز السلطة على سجن كل الذين يمارسون الكتابة والتعبير. وقالت ان اكثر رسومها جرأة ربما تكون حول السلفيين...

 وقالت ان انتقاد السلفيين لا ينصح به عامة لان الإنتاقم فوري، وانتقاد الأصولية خطير في كل الاحوال لانها "اي الأصولية" بلا شفقة، فهل سيقود الهر ويليس حملة جديدة في مواجهة السلطة الجديدة؟